سيطرت حالة من الحذر والقلق على مقر الحكومة المصرية في شارع قصر العيني، القريب من ميدان التحرير، بعد تسرب أخبار عن قبول المجلس العسكري استقالة حكومة عصام شرف، على خلفية المواجهات التي اندلعت بين المحتجين بميدان التحرير وقوات الأمن ووفاة وإصابة العشرات.
وكشفت مصادر في الحكومة عن أن حالة من الحزن انتابت شرف أمس وأول من أمس، بعد أن ذهبت اللجنة الوزارية المصغرة للمجلس العسكري لتقديم استقالتها، خصوصا بعد أن رفعت شعارات داخل ميدان التحرير بإقالة حكومته، وهو الذي اعتبر أنه جاء من ميدان التحرير وبالتالي فإنه جاء ليعبر عن حكومة الثورة.
وقالت مصادر مقربة منه إن حزنه لا يوصف، خصوصا أن شرف معرَّض للتساؤل في موضوع إطلاق النار على المتظاهرين هو ووزير داخليته اللواء منصور عيسوي.
وأكدت المصادر أن شرف عبر عن أسفه لأشخاص مقربين منه في ما يتعلق بوفاة عدد من المتظاهرين في ميدان التحرير، وأنه لم يكن يتصور أبدا أن يقع هذا في عهده وهو الذي دافع طيلة الوقت عن التظاهر السلمي وحقوق المواطنين.
وكان شرف قد ودع العاملين في مجلس الوزراء بعد إعلان خبر استقالته وتقديمه للمجلس العسكري، وقد اغرورقت عيناه في مشهد قريب جدا من مشهد وداع رئيس مجلس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق.
غير أن شرف فاجأ الجميع بقدومه أمس لمقر مجلس الوزراء لمباشرة عمله، وهو ما اتضح في ما بعد ذلك حينما أكدت مصادر أنه مستمر في عمله كرئيس للوزراء لحين تكليف رئيس وزراء آخر، والأمر نفسه ينطبق على جميع وزراء الحكومة، بمعنى أنه مستمر في عمله لحين الانتهاء من تكليف حكومة جديدة.
وواصل أمس ومساء أول من أمس المجلس العسكري مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث كشفت مصادر مقربة أن جميع من تم العرض عليهم من قبل الشخصيات العامة لقبول مهام الحكومة قد تم رفضهم، وبرز اسم محمد البرادعي كرئيس للوزراء، على أن يعاونه عبد المنعم أبوالفتوح، إلا أن الأمر لم يتم تأكيده بعد من حيث القبول والرفض، فيما طرح البعض اسم أستاذ القانون الدكتور حسام عيسى لتولي مهام رئيس الوزراء.
وكشفت مصادر عن أن وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي لم يمارس عمله كوزير للداخلية لمدة يومين ولم يذهب لمكتبه، فيما أكدت مصادر لـ «الراي» أن عيسوي يحتفظ بنصوص تسجيلات هاتفية بينه وبين عدد من المسؤولين لتبرئة ساحته بعدم إصداره أمرا بإطلاق النار على المتظاهرين.