أغمض قيادات جماعة الإخوان المسلمين أعينهم عمداً عن صور الشهداء فى ميدان التحرير، لم ترتعش ضمائرهم لنزيف الدم، ولم تنخلع قلوبهم هلعاً على جثامين الضحايا وهى تقاد عبر أيادى القتلة، لتسكن بجوار أركان القمامة فى الميدان.

بريق السلطة التى أوشكت أن تسقط مثل تفاحة رطبة بين أيدى الجماعة، أعمى أعين القيادة السياسية للإخوان، عن تمييز الحق من الباطل، فأداروا ظهورهم للمبادئ، ومنعوا دماء الغيرة على الحرية من أن تجرى فى عروقهم عمداً، ثم رشقوا كل من تحرك نحو الميدان لوقف ماكينة القتل، بأنهم ينقلون مصر إلى الفوضى.

الفوضى الحقيقية فى أن تدهس الأحذية الثقيلة للعسكر أغصان الحرية فى قلب الميدان، الفوضى الحقيقية فى أن تتآمر جماعة واحدة على مبادئ الثورة، فتجعل منها قاطرة تخدم مصالحها السياسية، ليصل الاستبداد الجديد إلى مقعد الحكم، بلا مبادئ تحمى الحرية، وبلا أسس تصون الديمقراطية الجديدة، وبضمائر تستخدم دماء الشهداء، إن كانت تروى مصالحها السياسية، ثم تتجاهل الشهداء بقلب بارد، حين تكون المصلحة مع معسكر القتلة.